يوسف يوسف، شوقًا إليه وتسلِّيًا بالنَّظر إلى اسمه مكتوبًا في ثوبه، فقال له يوسف: ما هذا؟ فقال: هو اسم أخٍ لي أكلَه الذِّئب وفُجعْتُ به، فجعلْتُ اسمَه تذكرةً لي وتسكينًا لقلبي.
فقال: هل كنْتَ هناك إذْ أكلَه الذِّئب؟ قال: لا، ولكن هؤلاء الإخوة ذكروا لي ذلك.
فقال لهم: أهو كذلك؟ قالوا: نعم.
قال: سمعْتُ أنَّ فيكم مَن يقلعُ الشَّجرة بأصلِها، ثمَّ يضربُها برجلِه فيجعلها قِطَعًا قِطَعًا، أهو كما سمعْتُ؟ قالو ا: نعم، هو هذا. وأشاروا إلى روبيل، فقال يوسف: أكله الذئب وأنت فيهم؟ هذا محالٌ.
ثمَّ قال: سمعْتُ أنَّ فيكم مَن يدركُ الأسد بعدوِه، فيشقُّ لحيته، أهو كما سمعْتُ؟ قالوا: نعم، هو هذا. وأشاروا إلى شمعون، قال: أكله الذِّئب وأنت فيهم؟ هذا محالٌ.
ثمَّ قال: سمعْتُ أنَّ فيكم مَن لو صاح على باب مدينةٍ وضعَتْ كلُّ ذات حملٍ حملَها، ولو صاح أخرى وضعَتْ كلُّ بهيمةٍ حملَها، أهو كما سمعْتُ؟ قالوا: نعم، هو هذا. وأشاروا إلى يهوذا، قال: أكله الذِّئب وأنت فيهم؟ هذا محالٌ.
فسكتوا وخجِلوا، وكذلك العاصي في القيامة إذا لزمته الحجَّةُ.
وفي القصَّة: أنَّه دعا لهم بموائد وقِصَاعٍ، فجلس كلُّ اثنين منهم على مائدةٍ صغيرةٍ، وبقي بنيامين وحدَه، فجعل يبكي، فقال له يوسف: لِمَ تبكي؟ قال: لو كان معي أخي يوسف لم أبقَ منفردًا، قال: أترضى أن أكون لك أخًا؟ قال: لا يقومُ لي أحدٌ مقامَ أخي. فقال: أترضى أن أكونَ لك في الأكل صاحبًا؟ فقال: ومَن يجدُ ذلك؟ فضمَّه إلى نفسِه، وجلسَ يأكل معه.