وقيل: جهنَّم مِن قولِ العربِ: بِئْرٌ جِهِنَّامٌ؛ أي: بعيدة القَعر.
ولَظًى مِن التَّلظِّي، وهو التَّوقُّد.
والحُطَمة لأنَّها تَحطِمُ عظامَ الكفَّار؛ أي: تكسرُها.
وسَقَر لأنَّها تُذِيْبُ عظامَهم ولحومَهم، وقد سَقَرَتْهُ الشَّمسُ وصَقَرَتْهُ: إذا أذابَتْه.
والسَّعير لأنَّها سُعِّرَتْ؛ أي: أُلْهِبَتْ.
والجحيم لأنَّها نارٌ عظيمةٌ.
وهاوية لأنَّها تَهْوِي بهم؛ أي: تسقِطُهم.
وقال القشيريُّ: إذا سمَّى اللَّهُ واحدًا بالعبوديَّة كان مِن جُملةِ الخواصّ، فإذا أضافه إلى نفسِه فهو خاصُّ الخواصّ، فهؤلاء خواصُّ عبادِه الَّذين محاهم عن شواهدِهم، واختطفَهم عنهم، وصانَهم عن أودية التَّفرقة، وجرَّدَهم عن حولِهِم وقوَّتِهم، يحفظُ عليهم آدابَ الشَّرع، ويُلبسُهم لباسَ الاختيار في حالةِ الائتمار، ثمَّ يأخذُهم عنهم باستهلاكِهم في شهودِه، واستغراقِهم في وجودِه، فأيُّ سبيلٍ للشَّيطان عليهم؟ وأيُّ يدٍ للعدوِّ عليهم؟
ومَن أشهدَهُ الحَقُّ حقائقَ التَّوحيد، ورأى العالَمَ مصرَّفًا في قبضةِ التَّقدير، فحاشا أن يكونَ نهبًا للأغيارِ، أو محلًّا للأكدار (١).
* * *
(٤٥ - ٤٦) - {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}.
(١) قوله: "أو محلًا للأكدار" ليس في (أ) و (ف)، ولم يرد في "اللطائف". انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٢٧١ - ٢٧٢).