وقيل: هو خلُّ التَّمر (١)، كما قلنا، وكان هذا قبل قرار تحريم الخمر، وهو أوَّل الآيات نزولًا فيها.
ولَمَّا ميّزَ السَّكَرَ مِن الرِّزقِ الحسَنِ قال كبراء الصَّحابة: لو كان فيها خيرٌ لم تُميَّز عن الرِّزق الحسن. فامتنعوا عن شربِها.
ثم نزلَ سائر الآيات فيها على التَّرتيب الذي ذكرناه في (سورة البقرة).
ثم اتِّصال هذا بالأوَّل (٢) أنَّه قال: ومن ثمرات النخيل والأعناب تستخرجون منه عصيرًا يخرجُ مِن قشرٍ قد اختلط به، وكذلك استخلاصُ ما يتبدَّد من الميت ممَّا هو مختلطٌ به، فإنَّكم إذا استخلصتُم العصير من العنب والرُّطبِ بتعليم اللَّه إيَّاكم لم ينبغِ أنْ تُنكروا مثلَه من اللَّه تعالى.
وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}: أي: يستعملون عقولهم في التَّدبُّر فيها.
* * *
(٦٨) - {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}.
وقوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}: أي: ألهمَها {أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}: قيل: يبنون.
وقيل: يتَّخذون عرائش الكروم، ألهمَها اللَّهُ أنْ تتَّخذ بيوتًا في هذه المواضع.
* * *
(١) في (أ): "التين".
(٢) في (ر) و (ف): "بأول الآية".