وقوله تعالى: {لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}: بالنهار، ولتستريحوا بالليل، ولم يذكره هاهنا وذكره في آية أخرى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} النبأ: ١٠ - ١١ {لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} القصص: ٧٣؛ أي: رِزْقِه، وسمَّاه فضلًا لأن ما يُعطيه اللَّه العبدَ فضلٌ، ولا يجب للعبد على اللَّه شيء، وهو حجَّتنا على المعتزلة في مسألة وجوب الأصلح.
وقوله تعالى: {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ}: بانفصالِ الليل من النهار، فيُعرف به حساب الساعات والأيام والشهور، وباجتماعها تصير سنةٌ، ثم يجتمع عددُ السنين في التواريخ فيعرف بها أزمنةُ الحوادث، والحسابُ لِمَا دون السنة والعددُ للسنين المجتمعة.
وقوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ}: أي: مما بهم الحاجة إليه.
وقوله تعالى: {فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}: أي: بينَّاه تبيينًا، والمصدر للتأكيد؛ أي: هو حقٌّ يَلزم العمل به.
ثم (١) قوله: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ} يدلُّ على أن أنفسهما آيةٌ، ثم قال: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} أضاف الآيةَ (٢) إلى الليل وإلى النهار، وهي إضافة الشيء إلى نفسه، كقولك: نفسُ الشيء، وعينُ الشيء.
ومحوُ الليل: إخلاؤه عن النور، وإبصار النهار: ضياؤه.
وقيل: بل آيةُ الليل غيرُ الليل، وهي القمرُ (٣)، ومحوُه: أنه لا ثورَ له في نفسه،
(١) "ثم": سقط من (أ).
(٢) في (أ): "الآية" بدل من "الإضافة".
(٣) في (أ): "بل آية الليل هي القمر".