رسول اللَّه! كيف يسبح هذا العود اليابس؟ فأنزل اللَّه تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ} الآية (١).
وقال عطاء: الشجر والنبات تسبِّحن، فإذا قُطعن ترَكْنَ التسبيح؛ لأنَّهن أحياءٌ ما لم يُقطعن، فإذا قُطعن صرنَ في عداد الأموات.
وقال الحسن: التراب يسبِّح، فإذا لُبِّن ترك التسبيح (٢).
* * *
(٤٥) - {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا}.
وقوله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا}: قال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: قال بعضهم: إن الكفرة كانوا يَمنعون رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن تبليغ الرسالة إلى الناس، وقراءةِ ما أَنزل اللَّه عليه من القرآن عليهم، وقد أُمر بتبليغ الرسالة، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية فأَخبر أنه جعل بينه وبين أولئك حجابًا مستورًا، ومكَّنه من التبليغ إليهم بالحجاب الذي ذكر، ثم اختُلف في ذلك الحجاب:
قال بعضهم: شغلَهم في أنفسهم بأمورٍ وأشغال حتى بلَّغ إليهم.
وقيل: أَلقَى في قلوبهم الرعبَ حتى لم يقدروا على منع ذلك.
(١) لم أجده.
(٢) لم أقف على هذين القولين عن عطاء والحسن، لكن روى نحو ما جاء فيهما مع زيادة عليه الثعلبي في "تفسيره" (١٦/ ٣٤٧) (ط: دار التفسير) من كلام المقدام بن معدي كرب رضي اللَّه عنه. وفيه: "فإذا ابتل" بدل: "فإذا لبن".