قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أي: أَحَلُّ ذبيحةً، وكانوا يذبحون للطواغيت (١).
وقيل: كانوا يذبحون الخنازير.
وقيل: كانوا يأكلون الميتة.
وقيل: {أَزْكَى طَعَامًا}: ما لا غصبَ فيه ولا ظلم.
وقال سعيد بن جبير (٢): أطيبُ طعامًا وألذُّ (٣).
وقيل: أكثرُ رَيعًا.
وقيل: أرخصُ وأجود، يقال: طعام زكيٌّ؛ أي: رخيصٌ جيد.
وقوله تعالى: {فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ}: عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في رواية وهو عن علي رضي اللَّه عنه أيضًا أنه الأَرزُّ (٤)، وعلى هذا قولُه: {أَزْكَى طَعَامًا}؛ أي: أكثر ريعًا، فإنه يزاد (٥) بالطبخ، وهو من تدبيرِ قليلِ البضاعة.
وقوله تعالى: {وَلْيَتَلَطَّفْ}: أي: وليستعملْ دقائق التدبير في دخول المدينة وشرائه الطعام، ليَخْفَى مكانه فلا يُعلمَ به في ذهابه وإيابه.
وقوله تعالى: {وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا}: أي: ولا يُعلمنَّ بأخباره، ويحتمِل: بترك التلطف فيُشعَر به، فكأنه أشعَرَهم.
(١) رواه سعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن المنذر كما في "الدر المنثور" (٥/ ٣٧٤).
(٢) "بن جبير" من (أ).
(٣) لم أجده عن سعيد بن جبير، وروى عنه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٦٦٣)، والطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢١٣)، قوله: (أحلُّ).
(٤) لم أقف عليه عنهما، وذكره القرطبي دون عزو. انظر: "تفسير القرطبي" (١٣/ ٢٣٧).
(٥) في (أ): "يزداد".