(٢٠) - {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا}.
وقوله: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ}: ويستولوا عليكم (١) {يَرْجُمُوكُمْ}؛ أي: يقتلوكم {أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ}؛ أي: يردُّوكم إلى الكفر {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا}؛ أي: ولن تفوزوا بخيرٍ أبدًا إذا ارتدَدْتم (٢).
* * *
(٢١) - {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}.
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ}: قال ابن عباس وعطاء: أَطْلَعْنا عليهم (٣).
وقيل: أظهَرْنا، وهو قول ابن جريجٍ (٤)، وأصله: أنَّ مَن عثر برجله على شيء وهو غافل نظر إليه حتى يعلمَه، فاستُعير العثور للظهور.
ومعناه: كذلك؛ أي: كما (٥) كانت قصتهم أطلعنا عليهم الناس.
وقيل: كالذي أخفينا آثارهم على أهل عصرهم أشعَرْنا بذلك مَن بعدهم لِمَا كان فيه من الحكمة.
(١) "ويستولوا عليكم" من (أ).
(٢) في (ر): "إذا عدتم"، وفي (ف): "إن رددتم".
(٣) رواه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (٥/ ٣٧٤) عن ابن عباس.
(٤) ذكره الماوردي دون عزو في "النكت والعيون" (٣/ ٢٩٥).
(٥) في (ر) و (ف): "ومعنى {وَكَذَلِكَ}؛ أي: لما".