أي: على إشرافٍ من قضائه.
وقيل: هذا إخبار عن قول أهل الكتاب أنهم يقولون ذلك، ثم قال: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} فرُدُّوا علمَ ذلك إلى اللَّه تعالى (١).
قوله تعالى: {وَازْدَادُوا تِسْعًا} قيل: تسعَ سنين.
وقيل: هي مبهمةٌ لا ندري أنها سنونَ أو شهورٌ أو أيامٌ أو ساعاتٌ.
وقيل: كانت ثلاثَ مئة سنين شمسية، وازدادت عليها تسعُ سنين قمرية (٢).
* * *
(٢٦) - {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}.
وقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: هو (٣) مالك غيبهما والعالم به، وهو ما غاب عن حواسِّ الخلق.
وقوله تعالى: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ}: أي: ما أسمعَه وما أبصَره بخلقه وبما يكون منهم، وهو مبالغةٌ في وصفه بالسمع والبصر.
(١) في (أ): "ففوضوا علم ذلك إليه". ومعنى هذا القول: أنَّ هذا حكايةُ كلام أهل الكتاب؛ فإنَّهم اختلفوا في مدَّة لبثهم، كما اختلفوا في عددهم؛ فقال بعضهم: ثلاث مئةٍ، وقال بعضهم: ثلاثَ مئة وتسعَ سنين. ويعضده قراءةُ ابن مسعود رضي اللَّه عنه: (وقالوا لبثوا)، وقولُه تعالى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا}. انظر: "تفسير ابن كمال باشا" عند هذه الآية. وهذا القول مع قراءة ابن مسعود رواهما الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢٢٩) عن قتادة.
(٢) وقد ذكر لهذا تعليل حسن، وهو: أنهم لبثوا ثلاثَ مئةِ سنةٍ شمسيَّةٍ بحساب الأمم، ولما كان الإخبار هنا للعرب ذُكرت التِّسع؛ إذ المفهوم عندهم من السِّنين القمريَّة، فهذه الزِّيادة هي ما بين الحسابَيْن. قاله ابن كمال باشا في "تفسيره" عند هذه الآية.
(٣) "هو" من (أ).