وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: ونفخ جبريلُ في جيب درعها فحملت (١).
وقيل: نفخ من بعيد فوصل أصل (٢) الريح إلى جسدها.
* * *
(٢٠) - {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}.
وقوله تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}: أي: بالحلال {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}؛ أي: زانية، ولا يكون الولد في العادة إلا من أحدِ هذين الوجهين، فأنَّى يكون لي ولد؛ أي: كيف ومن أين؟ وهو استعظامٌ واستبعاد.
وقيل: هو سؤال وجهُه: أنى يكون: بزوجٍ أتزوَّجه (٣)، أو يخلق اللَّه تعالى فيَّ ذلك بغير زوج؟
* * *
(٢١) - {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا}.
وقوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ}: أي: قال جبريل: بل هو (٤) كما قلتِ.
وقوله تعالى: {قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}: أي: خلقُه من غير أبٍ يسيرٌ عليَّ.
(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٤١٥٦)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٧٠/ ٨٦)، ورواه ابن عساكر من طريق آخر (٧٠/ ٨١ - ٨٣).
(٢) في (أ): "فوصلت" بدل: "فوصل أصل".
(٣) في (أ): "زوج أتزوجه"، وفي (ف): "أتزوج بزوج".
(٤) "بل هو" ليس في (أ).