وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ} من الهَمْزة واللَّمْزة من الشيطان {وَيَوْمَ أَمُوتُ} من ضغطة القبر {وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} في الآخرة من العناء (١).
* * *
(٣٢) - {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}.
وقوله تعالى: {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}: أي: ذلك الموصوفُ بأنه عبد اللَّه وكذا وكذا هو عيسى بن مريم، هو بهذه الصفة لا كما قال النصارى: إنه ابن اللَّه، أو هو اللَّه، أو هو ثالث ثلاثة، ولا كما يقوله اليهود: إنه لغير رِشْدةٍ، وإنه ابن يوسف النجار.
وقوله تعالى: {قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}: قرأ عاصم وابن عامر: {قَوْلَ الْحَقّ} بنصب اللام على المصدر؛ أي: أقول قولَ الحق، وقرأ الباقون برفعها (٢)؛ أي: هو قولُ الحق.
{الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}: يجوز أن يكون {الَّذِي} خفضًا نعتًا لـ {الْحَقّ}، ونصبًا نعتًا للقول على قراءة مَن ينصبُه، ورفعًا نعتًا للقول على قراءة مَن يرفعُه، أو نعتًا لعيسى.
و {يَمْتَرُونَ}؛ أي: يختلفون ويختصمون.
وقيل: يشكُّون، والمرية: الشك، والمراء: الجدال، فاليهود مع النصارى يختلفون فيه فيما بينهم، ثم النصارى يختلفون فيه فيما بينهم أيضًا.
قال قتادة: اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا (٣) أربعةَ نفرٍ، فأخرج (٤) كلُّ قوم
(١) ذكره بنحوه الماوردي في "النكت والعيون" (٣/ ٣٧١) عن الكلبي.
(٢) انظر: "السبعة" (ص: ٤٠٩)، و"التيسير" (ص: ١٤٩).
(٣) في (ر) و (ف): "فخرجوا"، والمثبت من (أ) والمصادر.
(٤) في (أ): "فأخرج منهم"، والمثبت من باقي النسخ والمصادر.