وكثير من المفسرين على أن هذه الآيةَ في الخلفاء الراشدين الأربعة.
وقال الحسن: هي في حقِّ جميع هذه الأمة (١).
وقال القشيري رحمه اللَّه: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ} إذا طالت بهم المدَّة (٢) وساعدهم العمرُ، لم يستفرغوا (٣) أعمارهم في استجلاب حظوظهم، ولا في اقتناء محبوبهم في الدنيا ومطلوبهم، ولكن قاموا بأداء حقوقنا.
وأقاموا الصلوات في الظاهر، وأداموا المواصلات في الباطن.
وقيل: إقامة الصلاة بالوفاء (٤) بأدائها؛ تَعْلَمُ بين يديْ مَن أنت (٥)، وتناجي مَن، والرقيبُ عليك مَن، والقريبُ منك من.
{وَآتَوُا الزَّكَاةَ} الأغنياء منهم يُؤتون زكاة أموالهم، وفقراؤهم يؤتُون زكاة أحوالهم، فزكاة المال من مئتين خمسةٌ للفقراء (٦) والباقي لهم، وزكاة الأحوال أن يكون من مئتي نفس مئة وتسعةٌ وتسعون ونصفٌ للَّه تعالى، ونصفُ جزءٍ من نفسٍ من مئتين لك (٧).
وقوله تعالى: {وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} يَبتدِئون (٨) في الأمر
(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٢٦) عن الحسن وأبي العالية، والواحدي في "الوسيط" (٣/ ٢٧٤) عن الحسن وعكرمة.
(٢) في (ف): "الإقامة".
(٣) في (ف): "يستوفوا".
(٤) في (أ) و (ف): "الوفاء".
(٥) بعدها في (ر): "قائم له". وليست في "اللطائف"، ولفظه: (فتعلم بين يدى اللَّه مَن أنت).
(٦) في (ف): "من المئتين خمسة دراهم".
(٧) في (ف): "لهم".
(٨) في (ف): "ينتدبون".