قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}: أي: ولولا فضله عليكم ورحمته بأنْ لا يعاجلَكم بالعقوبة وبسَطَ لكم مدةَ التوبة ويقبلُ توبتكم، وهو فضلُه ورحمته في الدنيا، ثم يغفر لكم ويرحمكم يوم القيامة إذا أتيتم تائبين، ولا يعذبُكم ويتفضَّل عليكم فيدخلكم الجنة، وهو فضل ورحمة في الآخرة.
قوله تعالى: {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: أي: لنالكم فيما خُضتم فيه من الإفك عذابٌ عظيم تعاجَلون به.
وقيل: معناه: ولولا فضل اللَّه عليكم ورحمته لمسَّكم فيما أفضتُم فيه عذاب عظيم في الدنيا والآخرة جميعًا، ولكنه تفضَّل عليكم ورحمَكم بأن يسترَ (١) عليكم في الدنيا وقَبِل توبتكم وأزال عنكم العذاب في الدارين بالتوبة.
* * *
(١٥) - {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.
قوله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أي: يرويه بعضُكم عن بعض.
وقيل: أي: تأخذونه؛ كقوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات} البقرة: ٣٧.
وأصله: (تتلقَّونه)، وهي قراءة أبيِّ بن كعبٍ، وقراءة عائشة: (تَلِقُونه) بكسر اللام وتخفيف القاف (٢) من الوَلَق وهو الكذب.
وقيل: السرعة في الكذب.
(١) في (ف): "تفضل عليكم بأن ستر".
(٢) القراءتان في "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٠٢).