قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}: أي: مقاديرَ الجنايات والعقوبات.
وقيل: واللَّه يعلم مَن الذي يحب أن تشيع الفاحشة، قالوا: وكان ذلك عبدَ اللَّه بن أبيٍّ ابنَ سلولَ لعنه اللَّه، وهو كقوله تعالى: {مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} التوبة: ١٠١.
* * *
(٢٠) - {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}: أي: لعاجلكم بالعقوبة على ما فعلتُم.
وقيل: معناه: ولولا فضل اللَّه عليكم ورحمتُه بإنزال الوعيد (١) على إشاعةِ الفاحشة لشاعت.
* * *
(٢١) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}: أي: لا تسلكوا مسالكه، ولا تتَّبعوا أثاره -وهي وساوسُه- بالإصغاء إلى الإفك والقولِ به.
{وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}: أي: مَن اتَّبع ذلك ارتكب الفحشاء والمنكر، فإن الشيطان لا يأمر إلا بهما، وهذا بيانٌ أنه إذا كان كذلك لم يجز طاعتُه ولم يَصلح اتِّباعه.
(١) في (ف): "العذاب".