وقوله تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ}: أي: كما بيَّن هاتين يبين سائر الآيات.
وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}: أي: لتعقلوا أمره ونهيَه فتعملوا بذلك فتؤجَروا عليه.
* * *
(٦٢) - {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}: وينتظِم هذا بما قبله من الاستئذان {وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ}؛ أي: مع الرسول {عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ}؛ أي: على شأنٍ جمَعهم كالغزو والجمعة والعيد {لَمْ يَذْهَبُوا} من عنده {حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ} فيأذنَ لهم.
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ}: رجع من المغايَبة إلى المخاطبة، وهو من وجوه الكلام {أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} فيَأتمِرون بأمر الشرع.
وقوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ}: أي: لبعض أمورهم التي وراءهم {فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ}.
قيل: جعل المشيئةَ إليه في ذلك؛ كما في قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} الآيةَ الأحزاب: ٥١، وفيه (١) رفعُ شألْه.
وقيل: أي: فأذن لمن رأيتَ المصلحةَ في ذلك فلا يكون في رجوعه ضررٌ على
(١) في (أ): "وقيل"، وفي (ف): "وقيل فيه".