(٤١) - {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}.
وقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا}: أي: ما يتَّخذونك إلا سخريةً لا يَرَونك أهلًا للتعظيم، ويقولون: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}؛ أي: بعثه اللَّه رسولًا إلى خلقه.
نزلت في أبي جهل لعنه اللَّه تعالى، كان إذا مرَّ بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} (١).
* * *
(٤٢) - {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا}.
وقوله تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا}: أي: قد كاد يضلُّنا، وقيل: ما كاد إلا ليُضِلُّنا.
{عَنْ آلِهَتِنَا}: أي: قارَبَ أن يصرفنا عنها وعن عبادتها بالسحر الذي أتى به، والخدع الذي يزعم أنها آيات من عند اللَّه تعالى {لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا}؛ أي: لولا حبسُنا أنفسَنا على عبادتها وتركُنا الإصغاءَ إلى ما يدعونا إليه محمدٌ لقارَبَ محمد أن يصرفنا عنها إلى إلهه.
عدُّوا عبادتَهم الأصنام رشادًا، واعتقدوا صرفهم عنها ضلالًا، فأَوعدهم اللَّه تعالى فقال:
{وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا}: أي: عن قريبٍ يعلمون إذا رأوا العذاب في الدنيا، أو في الآخرة، أو فيهما، مَن أضلُّ سبيلًا أهم أم مَن كان يدعوهم إلى تركها؟
(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٢٣٥).