(٥٩ - ٦٠) - {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (٥٩) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}.
وقوله تعالى: {كَذَلِكَ}: أي: كذلك كان الأمرُ أخرجناهم منها (١) ولم نُعِدْهم إليها.
وقوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}: أي: وملَّكناها (٢) بعدهم قوم موسى، قيل: ردَّ بني إسرائيل إلى أرض مصر فسكنوها.
وقيل: ملَكوها فنقلوا ما فيها وذهبوا به (٣) إلى الشام وسكنوا الشام.
وقيل: ملكوا بعد ذلك بلادَ مصر وكنوزَهم ومدائنَ فرعون، بعد ذلك بزمانٍ في عصر داود وغيره.
وقوله تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ}: أي: فلحقوهم؛ أي: لحق فرعون وقومُه قوم موسى. وقد تَبِعه؛ أي: قفا أثره، واتَّبعه؛ أي: لحقه.
وقوله تعالى: {مُشْرِقِينَ}: أي: حالَ شروق الشمس وهو طلوعُها.
وقد رَوَينا أن قوم فرعون اشتغلوا بدفنِ مَن كان مات من أبكارهم (٤) إلى أن انبسطت الشمس.
و {مُشْرِقِينَ} في الظاهر حال قوم فرعون، وقيل: هو حال قوم موسى.
(١) في (أ): "عنها".
(٢) في (ر): "ومكناها".
(٣) "وذهبوا به" ليس في (ف).
(٤) في (ر) و (ف): "بدفن موتاهم من أبكارهم". وقد تقدم في قصة موسى في الأعراف عن وهب: أن الطوفان هو الطاعون، فوقع فيهم ومات من أبكارهم في ليلةٍ ثمانون ألفًا، ومن أبكار الدوابِّ كذلك، واحتال فرعون فجمع بين أبكارِ القِبط وأبكارِ بني إسرائيل بين كلِّ بكرين بسلسلةٍ، فمات في الليل أبكارُ القبط دون أبكار بني إسرائيل.