متيقِّظون متأهِّبون، وقوم موسى لا سلاح معهم، ولم يتأهَّبوا لمقاومتنا (١)، شجَّع بذلك قومه.
وقال العبدي: حَذِرون: عالمون بالحرب.
* * *
(٥٧ - ٥٨) - {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}.
وقوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ}: أي: فأخرجناهم من مصر فلم يرجعوا إليها {مِنْ جَنَّاتٍ}: بساتين {وَعُيُونٍ} كثيرة المياه {وَكُنُوزٍ} من ذهب وفضة.
{مَقَامٍ كَرِيمٍ}: قيل: هو جمع مَقامةٍ، وهي مقاماتٌ كانت تقوم بها أشرافهم ورؤساؤهم في المحافل التي يجتمعون فيها لجلائل الأمور كما كانت العرب تفتخِر بذلك.
وقيل: هي منابر كانوا يَذكرون عليها ملكَهم فرعون ويُثنون عليه، وكان تكرَّم (٢) عليهم ذلك وتعظَّم.
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: كان بمصر ألف منبر يُثْنون عليها على فرعون لعنه اللَّه (٣).
وقيل: هي الدُّور الواسعة.
وقيل: هو المسكن الحسن الشريف.
(١) في (أ): "لمقاربتنا".
(٢) في (ف): "تلوم"، وفي (ر) تحتمل الوجهين.
(٣) ذكره النحاس في "معاني القرآن" (٥/ ٨٢)، ومكي في "الهداية" (٤/ ٢٥٢٥)، والسمعاني في "تفسيره" (١٣/ ١٠٥)، دون نسبة. وروى ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (٦/ ٢٩٨) عن ابن عباس في قوله: {وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} قال: المنابر.