(١٣٧ - ١٤٠) - {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (١٣٧) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (١٣٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وقوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ}: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بفتح الخاء؛ أي: اختلاق الأولين؛ أي: كذبهم، قاله ابن مسعود رضي اللَّه عنه (١).
وقيل: هو من الخَلْق الذي هو التخليق، وهو معنى قول قتادة: أي: هكذا كان الناس يعيشون ما عاشوا ويموتون ولا بعث عليهم ولا حساب (٢).
وقرأ الباقون بضم الخاء واللام (٣)، ومعناه: إلا عادةُ الأوَّلين؛ أي: اتخاذُ البنيان والبطشُ ونحو ذلك؛ أي: نفعله كما فعلَ الأولون.
{وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ}: في الدنيا ولا بعد البعث، فلا بعثَ.
وقوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ}: أي: هودًا {فَأَهْلَكْنَاهُمْ} بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ سُخِّرت (٤) عليهم سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيام.
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}: مر تفسيرها.
* * *
(١٤١ - ١٤٨) - {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٦١٦)، والطبراني في "الكبير" (٨٦٧٦).
(٢) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢١٢٢)، والطبري في "تفسيره" (١٧/ ٦١٥).
(٣) انظر: "السبعة" (ص: ٤٧٢)، و"التيسير" (ص: ١٦٦).
(٤) في (ر) و (ف): "سخرها".