وقيل: كانوا يجتمعون في ذلك للَّهو واللعب (١).
وقوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ}: أي: تتخذون دُورًا وقصورًا اتخاذَ مَن يؤمِّل الخلود في الدنيا فيُحْكِم ويُبْرِم ذلك ويُحْسِن ويُتْقن.
* * *
(١٣٠ - ١٣٦) - {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (١٣٠) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٣٤) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣٥) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ}.
وقوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ}: أي: أَخذتُم أخذَ العقوبة {بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}: قهَّارين بالسيف والسوط {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ}؛ أي: تابَعَ عليكم {بِمَا تَعْلَمُونَ}.
وقوله تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٣٤) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ}: إن دمتُم على هذا {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} في الدنيا، وهو يومُ إهلاككم، وتَلِجون عذاب النار يومَ القيامة، وهو يومٌ عظيم.
وقوله تعالى: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ}: فلسنا نُصغي إليك، ولا نقبل منك (٢)، فيعامَلون في النار بمثله فيقال لهم: {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ} الطور: ١٦، وهم يقولون: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} إبراهيم: ٢١.
* * *
(١) في (ف): "والعبث".
(٢) في (ف): "ولا نسمع منك ولا نقبل".