فكانت له من بني إسرائيل شيعةٌ (١) يستمعون منه ويقتدون به ويطيعونه، فلما عرف ذلك رأى أن مفارقة فرعون وقومِه حقٌّ عليه في دينه، فتكلَّم وعابهم على ذلك حتى ذكر ذلك (٢) منه، فأخافوه وخاف حتى كان لا يدخل مدينة فرعون إلا خائفًا مستخفيًا (٣).
{وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}؛ أي: وكذلك نجزي من الأنبياء كلَّ مَن أحسنَ عمله لنا وصبر على طاعتنا؛ كما فعل موسى من مفارقتهم وعَيبِ آلهتهم، لما (٤) فعل ذلك فآتيناه ما آتيناه جزاء له على إحسانه.
* * *
(١٥) - {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ}.
وقوله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ}: أي: ودخل موسى مدينة فرعون {عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} قال أكثر المفسرين: نصفُ النهار، ووقتُ القائلة وخلوِّ الطريق.
وقيل: بين المغرب والعشاء.
وقيل: كان يومَ عيد لهم وقد اشتغلوا بلهوهم ولعبهم.
قوله: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ}: يعني: يتشاجران {هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ}؛ أي:
(١) في (ر) و (ف): "وكان له. . . سبعة".
(٢) في (ر): "حتى تكرر".
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ١٨٢ و ١٨٤).
(٤) "لما" من (ف).