(٢٢ - ٢٣) - {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (٢٢) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}.
{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ}: أي: أرجو أن يرشدني إلى وسط الطريق، فسار موسى من مصر إلى مدينَ ثماني (١) ليالٍ وقد تفطَّرت قدماه دمًا وقَرِحَ شِدْقاه من أكل ورق الشجر.
{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ}: قيل: كان قصدُه مدين وهو لا يعرف جهتها، فتوجَّه وجهًا على رجاء أن يصل إليها.
وقيل: لم يقصد مدين، لكن أخذ طريقًا يرجو أن تؤديه إلى مأمنٍ.
ولما وصل إلى ماء مدين وهو بئرٌ لهم {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ}: أي: جماعةً يسقون مواشيَهم.
{وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ}: أي: أسفلَ من الجماعة {امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ} قال السدي: أي: تَحْبِسان غنمَهما (٢).
وقال قتادة: أي: تطردان الناس عن شائهما (٣).
وقد ذاد يَذُود ذَوْدًا وذِيَادًا؛ أي: حبَس إبلَه أو غنمه أو نحوَ ذلك عن الشيء يمنعها منه (٤). قال الشاعر:
(١) في (ر) و (ف): "ثلاث".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢٠٨).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢٠٩) بلفظ: (تذودان الناس. .).
(٤) في (ر) و (ف): "عنه".