كالجَمَل والجِمَالة، وهذا (١) جمعٌ على غير قياسٍ، والقياسُ فيه: الأحجار، كالشجر والأشجار، والسَّحَر والأسحار، والسَّفَر والأسفار.
وأما التفسير:
فقد قيل: هي جبالُ الدنيا علِقَت بهم، حتى إذا ألقَتْهم النار عُلْوًا حطَّتْهم الحجارة سُفْلًا.
وقال ابنُ عباسٍ وابنُ مسعودٍ وابنُ جريجٍ رضي اللَّه عنهم: هي حجارةُ الكبريت (٢)، وإنما خصَّت بالذكر لأن فيها خمسةَ أشياءَ: هي أسرعُ وقودًا، وأبطأُ خمودًا، وأنتنُ رائحةً، وأشدُّ حرًّا، وألصقُ بالبدَن.
وقيل: هي الأصنامُ التي عبدوها، قال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} الأنبياء: ٩٨، وإنما جُعل التعذيب بها ليتحقَّقوا أنهم عذِّبوا بعبادتها، وليَرَوا ذلَّها ومهانتَها بعد اعتقادهم عزَّها وعظمتَها.
وقيل: الأحجارُ تُحرقها النار كما تُحرق الناسَ، ذكر ذلك تهويلًا وتهييبًا.
وقيل: أي: وقودُها الناسُ إذا صاروا إليها، والحجارةُ قبل أن يَصيروا إليها.
ثم إدخالُ الأصنام في النار ليس لتعذيبِها، فلا ذنبَ لها، بل لتعذيب (٣) الكفَّار بها، وما يكونُ به العذاب لا يكونُ له العذاب، كما قال تعالى: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ} الآية التوبة: ٣٥؛ أُدخلت الأموال جهنم ليعذَّب بها مانعُ الزكاة لا هي،
(١) في (ف): "وهو".
(٢) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١/ ٤٠٣ - ٤٠٤).
(٣) في (ف): "ليس لتعذبها. . . بل لتعذب".