قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ}؛ أي: مدركُه ومصيبُه، هو النبي عليه السلام (١).
وقال السدي: بلغني عن ابن عباس أنه قال: هو عمار بن ياسر (٢).
وقال محمد بن كعب القرظي: نزلت في عليٍّ وحمزة {كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}؛ يعني: أبا جهل (٣). ويقال: الوليد بن المغيرة (٤).
* * *
(٦٢ - ٦٣) - {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}.
وقوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ}: أي: يخاطبُهم، وهو عطفٌ على قوله: {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
{فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُون}: أي: أين الذين كنتم تدَّعون أنهم شركائي فينصروكم ويشفعوا لكم ويجازوكم على عبادتكم إياهم.
قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْل}: أي: وجب عليهم العذاب الذي أَوعَد (٥) اللَّه
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢٩٤) عن ابن جريج. وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٤/ ٢٦١) عن الضحاك.
(٢) ذكره الثعلبيُّ في "تفسيره" (٧/ ٢٥٧)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٣٣٩) عن السدي أنه قال: نزلت في عمار والوليد بن المغيرة. وليس فيه ذكر البلاغ عن ابن عباس.
(٣) ذكره عن محمد بن كعب القرظيِّ الثعلبيُّ في "تفسيره" (٧/ ٢٥٧)، وذكره الواحدي في "البسيط" (١٧/ ٤٣٣) عن القرظي ومجاهد، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢٩٥) عن مجاهد.
(٤) انظر ما تقدم عن السدي قريبًا.
(٥) في (ف): "وعدهم".