(٩) - {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ}: وهذا تنبيهٌ آخر عن الغفلة: أولم يسيروا في الأرض في أسفارهم للتجارات وغيرها {فَيَنْظُرُوا} إلى آثار القوم الذين كانوا قبلهم فعَصوا اللَّه وكذَّبوا أنبياءهم.
{كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: وهم هؤلاء.
{كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً}: أي: من مشركي قريش.
{وَأَثَارُوا الْأَرْضَ}: للزراعة (١) {وَعَمَرُوهَا} بأنواع الأبنية {أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا}؛ أي: مشركو قريش، فلم يعصمهم شيء من أموالهم وحصونهم مما نزل بهم، فكيف يمتنع هؤلاء من مثل ذلك؟
وقوله تعالى: {وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}: نزل بهم هذا بعد أن جاءتهم رسل اللَّه إليهم بالحجج الواضحة {فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ}؛ أي: ليعذبهم من غير ذنب {وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بمعاصيهم فعُوقبوا لذلك.
* * *
(١٠) - {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ}.
{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا}: أي: كذبوا أنبياءَ اللَّه وردُّوا البينات {السُّوأَى}؛
(١) في (أ): "للزراعات".