{وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ}: كما قال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} النحل: ١٢٥ {بِإِذْنِهِ}؛ أي: بأمره.
وقيل: بعلمه؛ أي: وهو (١) يعلم ما يكون منك وما يكون ممن أُرسلتَ إليه.
{وَسِرَاجًا مُنِيرًا}: أي: مصباحًا مضيئًا من ظُلَم الضلالة إلى نور الهداية، وهو كما قال: {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ}.
وقيل: أي: شمسًا مضيئة، كما قال: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} نوح: ١٦ سماه شمسًا في هذه الآية، وبدرًا في قوله: {طه}، ونجمًا في قوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}؛ أي: نزل من السماء في ليلة المعراج.
فأما معنى تشبيهه بالمصباح على قولِ مَن فسَّره به: فإن المصباح الواحد يُشعَل منه مصابيحُ كثيرة والأول بحاله لم يَنتقِص منه شيء، فكذلك ظهرت فوائدُ علومِ علماء أمته في أمته وهو بحاله.
ولأن ضوء المصباح إذا جاء ذهبت الظلمة، وإذا جاءت متابعة المصطفى ذهبت البدعة (٢).
ولأن المفقودات (٣) توجد بضوء المصباح، وكذلك الضالُّون يهتدون بالمصطفى.
ولأن المصباح يُحرق الأقرب ويضيء للأبعد، فكذلك المصطفى كان ينذر عشيرته الأقربين ويبشر الأنصار والمهاجرين.
(١) "وهو" ليست في (أ).
(٢) في (ف) و (أ): "النكرة".
(٣) في (ر) و (ف): "المقصودات".