وقيل: {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ}؛ أي: ما غرسوه من الجنان {وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا} لم يَغْرسوه.
{أَفَلَا يَشْكُرُونَ}: كلمة استبطاءٍ وحثٍّ على الشكر.
* * *
(٣٦) - {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}.
{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا}: أي: تنزيهًا للَّه تعالى عمَّا لا يليق به من قول الكفار.
وقيل: أي: عجبًا من الكفار مما يشركون مع ظهور هذه الآثار، قال الشاعر:
أقول لمَّا جاءني فخرُه... سبحانَ من علقمةَ الفاخرِ (١)
أي: عجبًا منه.
{خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا}؛ أي: الأصنافَ والأنواع من كلِّ شيء.
{مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ}: أي: تُخرج من الحب والنخل والأعناب.
{وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ}: أي: ومن البشر.
{وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}: من أصناف خلقه في البَرِّ والبحر وقُعور الأرض وفي السماوات، وفي ذلك تعريفٌ أنه إذا كان خالقَ الأصناف كلِّها من غير أن يَشْرَكه فيه غيره، وجب تنزيهه عن الشركاء الذين لا يخلقون كخَلْقه، وفيه بيانُ وجوب النظر في علم الأصول، والاستدلالِ بدلائل (٢) العقول.
(١) البيت للأعشى، وهو في "ديوانه" (ص: ٩٤)، و"الكتاب" (١/ ٣٢٤)، وعلقمة هو ابن علاثة، والبيت في هجائه.
(٢) في (أ): "بدليل".