إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجدٍ... تلقَّاها عَرَابةُ باليَمينِ (١)
وقيلَ: معناه: كنتُم (٢) تصدُّوننا عن طريقِ الجنَّةِ وسبيلِ النَّجاةِ، قال تعالى: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} الواقعة: ٢٧.
وقيل: هوَ ما ذُكِرَ في قوله: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} الأعراف: ١٧، فالشَّياطينُ يأتونهم مِن كلِّ الجهاتِ، فمَن أتاه الشَّيطانُ مِن جهةِ اليمينِ أتاه مِن قِبَلِ الدِّينِ ولبَّسَ عليه الحقَّ، ومَن أتاهُ مِن قِبَلِ اليسارِ حبَّبَ إليه الشَّهواتِ، ومَن أتاه مِن بين يديه أنساه الآخرةَ، ومَن أتاه مِن خلْفِه خوَّفَه الفقرَ على أعقابِه.
* * *
(٢٩ - ٣١) - {قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (٣٠) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ}.
{قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}: قال لهمُ السَّادةُ: ما كان ذلك منَّا، بل أنتم لمْ تؤمنوا.
{وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ}: أي: تسلُّطٍ بحُجَّةٍ ولا قَهْرٍ.
{بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ}: مُجاوزين حدودَ الشَّرْعِ.
{فَحَقَّ عَلَيْنَا}: جميعًا {قَوْلُ رَبِّنَا}؛ أي: وعيدُ ربِّنا: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ} الآيةَ الأعراف: ١٨.
(١) انظر: "ديوان الشماخ بن ضرار الذبياني" (ص: ٣١٩) من قصيدة يمدح بها عَرابة بن أوس رضي اللَّه عنه.
(٢) "كنتم" ليس من (أ).