وفي بعضها: مِن ثُمام (١).
وفي بعضها: مِن إِذْخِر (٢).
{فَاضْرِبْ بِهِ}: أي: امرأتك {وَلَا تَحْنَثْ}؛ أي: في يمينك، خفَّفَ عنها لعدم جِنايتها، وأبرَّه فيما حلف لحُسْن نيته فيما حلف (٣).
وقولُه تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا}: أثبت له صفة الصبر مع قوله {مَسَّنِيَ الضُّرُّ}؛ لأنه لم يكن على وجه الشكوى، ولأنه قال ذلك مع اللَّه لا مع غيره، ولأنه كان مَرَّةً، ولأنه كان شكرًا للَّه على ما أهَّلَه له.
وقيل: الصَّبر (٤): استعذاب البلاء دون استصعابه.
وقيل: هو التَّلَذُّذ بالبلاء.
وقيل: هو الوقوف تحت الحُكْم.
{نِعْمَ الْعَبْدُ}: لم يشغله البلاء عن المُبْلي، وسليمان نِعْم العبد لم يشغله العطاء عن المُعْطي.
{إِنَّهُ أَوَّابٌ}: أي: رَجَّاع إلى اللَّه، وهو تحقيق ما قلنا.
وقيل: مكث في بلائه ثماني عشرة سنة (٥).
(١) الثُّمام: نبت ضعيف له خُوص أو شبيه بالخوص، وربما حشي به وسدَّ به خصاص البيوت، واحده: ثمامة. انظر: "الصحاح" للجوهري (مادة: ثمم).
(٢) الإِذْخِر: حشيشة طيبة الريح. انظر: "العين" للخليل (٤/ ٢٤٣).
(٣) في (ر) و (ف): "وجد".
(٤) في (ر): "والصبر" بدل: "وقيل: الصبر".
(٥) وهو المروي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، رواه ابن حبان في "صحيحه" (٢٨٩٨)، والحاكم في "مستدركه" (٤١١٥) وصححه.