وقيل: الغَسَّاقُ مأخوذ مِن الظُّلْمة والسوادِ مِن الليلِ الغاسقِ، وهو شراب أهل النار، بخلاف شراب أهل الجنة الذي له صفاءٌ وحسنٌ ورِقَّةٌ.
وقال ابن بُريدة: الغَسَّاق: المُنْتِن، وهي لغة الطَّخارية (١). وقيل: التركية (٢).
وقال محمد بن كعب القُرَظي: هو عُصارة أهل النار (٣).
وقال الأخفش: هو ما يغسِقُ مِن فُروج الكفرة والزُّناة؛ أي: يسيل (٤).
وقرأ حمزة والكسائي وخلف وعاصم في رواية حفص بالتشديد، وكذا في {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، وقرأ الباقون بالتخفيف (٥).
فالمخفَّف اسم كالشَّراب والعذاب، والمشدَّد نعت كالكَذَّاب والقَلَّاب والغَلَّاب، وقد غسَقَت القَرْحة غُسوقًا؛ أي: سالت، وغسَقَت العين غَسَقانًا (٦)؛ أي: جرى دمعُها، وغسَقَ الليل: إذا أظلم، والغسَقُ: الظُّلْمة.
* * *
(٥٨) - {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ}.
وقولُه تعالى: {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ}: قرأ أبو عمرو وابن كثير: {وَآخَرُ}
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ١٣٠). والطَّخارية: نسبة إلى ولاية واسعة من نواحي خراسان. انظر: "معجم البلدان" (٤/ ٢٣).
(٢) انظر: "الأضداد" لابن الأنباري (ص: ١٣٨)، و"المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب" للسيوطي (ص: ١١٨).
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢١٣).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢١٣) عن قتادة والأخفش.
(٥) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٥٥)، و"التيسير" للداني (ص: ١٨٨)، و"النشر" لابن الجزري (٢/ ٣٦١).
(٦) في (ر) و (ف): "غسقا".