وقولُه تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللَّهِ}: يُوَبَّخون في هذه الحالة زيادةً في إيلامهم: أين الأصنامُ التي كنتم تُشركون باللَّه رَجاءَ شفاعتهم؟!
{قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا}: أي: هلَكوا وضاعوا.
{بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا}: أي: ما كنا نعبد شيئًا ينبغي أنْ يُعْبَدَ ويُدعى ويُرجى، بل كنا نرجو النَّفْع مما لا نَفْعَ فيه، وهو اعترافٌ منهم بأنهم لم يكونوا على شيء، وليس بإنكارٍ لعبادة الأصنام، بل اعترافٌ أنه لم يكن شيئًا يُعتبَر، وهو كقوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ}.
{كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ}: أي: كما أضلَّ هؤلاء المُجادلين يُضِلُّ سائر الكافرين الذين علِمَ منهم اختيار الضلالة عن الدِّين.
* * *
(٧٥ - ٧٦) - {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}.
وقولُه تعالى: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}: أي: ذلك العذاب إنما نالَكم بسبب إظهاركم في الدنيا السُّرورَ بالشرك وبالباطل.
{وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ}: أي: بِمَرَحِكم؛ أي: بَطَرِكم وخُيَلائكم وتِيهِكم.
{ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ}: أي: يُقال لهم يوم القيامة: اُدْخُلوا أبواب جهنم؛ أي: يدخُل كلُّ فريق البابَ الذي جُعِلَ له، قال تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} الحجر: ٤٤.
{خَالِدِينَ فِيهَا}: أي: في جهنم.
{فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}: الذين تعظَّموا عن قبول الحق، وجادلوا بالباطل.