وقال الفُضيل بن عياض رحمه اللَّه: {ثُمَّ اسْتَقَامُوا}: زهِدوا في الفانية، ورغِبوا في الباقية (١).
وقال مقاتل بن سليمان رحمه اللَّه: {ثُمَّ اسْتَقَامُوا}: على المعرفة ولم يرتدُّوا (٢).
وقال مقاتل بن حيان رحمه اللَّه: {ثُمَّ اسْتَقَامُوا}: على أنَّ اللَّهَ ربُّهم (٣).
وقال الرَّبيع بن أنس: {ثُمَّ اسْتَقَامُوا}: أي: أعرَضوا عما سوى اللَّه مِن الأوثان وغيرها (٤).
وقال القُشَيري رحمه اللَّه: {ثُمَّ}: تقتضي التراخي؛ أي: أقرُّوا بوحدانية اللَّه تعالى للحال، {ثُمَّ اسْتَقَامُوا}: استداموا ذلك إلى المآل.
وقال أيضًا: لم يكتفوا بالمقالة دون صَفاء الحالة.
وقال: المُستقيمون قسمان:
مُستقيم في أصل التوحيد والمعرفة، وهذه صفةُ جميعِ المؤمنين.
ومستقيمٌ في الفروع مِن غير معصية، وهو للأقلِّين.
ثم الاستقامة لهم على حسَبِ أحوالهم: فمُسْتقيمٌ في عَقْده، ومُستقيمٌ في
(١) ذكر الأثرين الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٩٤).
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٧٤٢)، وذكره الواحدي في "البسيط" (٢٠/ ١٧٥)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١٧٢) عنه، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٩٤) عن مقاتل بن حيان.
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٩٤) عن مقاتل بن سليمان، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ١٧٩) عن أبي بكر رضي اللَّه عنه ومجاهد، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٣٢) عن أبي بكر رضي اللَّه عنه.
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٩٤)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ١٥).