وقال قتادة: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} نزلت في عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه حين أوذي وشُتم بمكة، فأغضى عنهم ولم يشتغل بهم (١).
* * *
(٤٤) - {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ}.
وقولُه تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ}: أي: ومَن يُغْوِهِ اللَّهُ ويَخْلُقْ فيه فعلَ الضلال لعلمه باختياره ذلك، فليس له مَن يَلِي إرشادَه ومَعونَته ومَنْعَ العذابِ عنه.
وقولُه تعالى: {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ}: أي: يوم القيامة {يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ}: يتمنَّون الرَّجْعةَ إلى الدنيا، ويقولون: هل لنا سبيلٌ إلى ذلك ووصولٌ، فنُؤمنَ ولا نُشركَ، ونُطيعَ ولا نَعصِيَ.
* * *
(٤٥) - {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ}.
{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا}: أي: على النار، والعذابُ المذكورُ قَبْلَه كنايةٌ عنها.
{خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ}: نصبٌ على الحال؛ أي: ساكتين مُنكَسِرين مِن الخِزْيِ والهَوان.
(١) ذكره مقاتل في "تفسيره" (٣/ ٧٧٢)، والواحدي في "البسيط" (١٩/ ٤٩٦) (ط: العبيكان)، كلاهما من غير نسبة.