وقوله: {فِيهَا}: أي: في القرية، وهي مَفْهومةٌ غيرُ مَذْكورة؛ لأنَّ القومَ كانوا فيها.
{فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ}: وهو بيتُ لوطٍ، وذُكِرَ أنَّهم لوطٌ وابنتاه، فأما امرأتُه فكانت كافرةً.
{مِنَ الْمُسْلِمِينَ}: دليلٌ على أنَّ الإيمانَ والإسلامَ واحدٌ.
{وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً}: أي: علَامةً. والآيةُ نَفْسُ القريةِ، وقد جُعِلَتْ أعلاها أسفلَها.
وقيل: الآيةُ: ما فيها مِن الحِجارةِ المُلْقاةِ المَنْضُودةِ التي رُجِموا بها.
{لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}: أي: هُمُ الذين ينتفعون بالنَّظَرِ في هذه الآية.
والقصَّةُ قد مرَّتْ بسياقِها في سورة الأعراف، وبعضُها في سورة هود.
وقال السُّدِّيُّ ومُقاتلٌ: كانوا ستَّ مئةِ ألفٍ، وأدخلَ جبريلُ جناحَه تحت الأرض، فاقتلَعَها ورفَعَها حتى سمِعَ أهلُ السَّماءِ أصواتَهم، ثم قلَبَها، ثم أرسَلَ عليهم الحجارةَ، ثم تتبَّعَتِ الحجارةُ شُذَّاذَهم ومُسافريهم، وأصبَحَ إبراهيمُ جالسًا في مسجده فرأى الدُّخانَ ساطِعًا، وبين إبراهيمَ وبينهم أربعةُ فراسِخَ، فلما رأى الدُّخانَ عَلِمَ أنَّ العذابَ نزَلَ بهم (١).
* * *
(٣٨ - ٣٩) - {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٣٨) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}.
وقولُه تعالى: {وَفِي مُوسَى}: أي: وفيه أيضًا آيةٌ.
{إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}: بحُجَّةٍ ظاهرةٍ.
(١) رواه بنحوه عن السدي الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٥٣٤)، ولم أقف عليه عن مقاتل.