وقولُه: {وَعَبْقَرِيٍّ}: جَمْعُ عَبْقَريَّةٍ، وهي الطِّنْفِسَةُ، ولذلك قال: {حِسَانٍ}.
وقال الفرَّاءُ: هي الطَّنافِسُ الثِّخانُ (١).
وقال أبو عُبَيدةَ وقُطْرُبٌ: يُقال لكلِّ بِساطٍ حسَنِ: عَبْقَرِيٌّ (٢)، و (عَبْقَر): بَلَدٌ يُنْسَجُ به الأنماطُ، واسمُ ما يُنْسَجُ به: عَبْقَرِيٌّ، وكذا ما كان مِن جِنْسِه وإنْ نُسِجَ في غيره.
وذكَرَ ذلك لأنهم تعارفوه بساطًا جَيِّدًا، فخُوطِبوا على ما تعارفوا.
وقال أبو سعيدٍ الضريرُ: كلُّ حسَنٍ يُتَعَجَّبُ منه فهو عَبْقَرِيٌّ، قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فلم أرَ عَبْقَرِيًّا يَفْري فَرِيَّه" (٣).
وقيل: العَبْقَرِيُّ: الوَشْيُ.
وقال ابنُ عبَّاسٍ وسعيدُ بنُ جُبَيرٍ والحسَنُ وقتادةُ وابنُ زيدٍ: هي الطَّنافِسُ (٤)، وهو كقوله تعالى: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} الغاشية: ١٦.
وقال أبو خيرة (٥): هي الطَّنافِسُ الجِيادُ العِتاقُ.
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ١٢٠).
(٢) انظر: "مجاز القرآن" (٢/ ٢٤٦)، وذكره عنه الماتريديُّ في "تأويلات أهل السنة" (٩/ ٤٨٤)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٢٣٠).
(٣) رواه البخاري (٣٦٨٢) من حديث ابن عمر رضي اللَّه عنهما.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢٧٦) عن ابن عباس، وسعيد بن جبرِ، وقتادة، وابن زيد.
ورواه عن الحسن ابنُ أبي شيبة في "مصنفه" (٣٤٠٧٣)، وعبد بن حميد وابن المنذر كما في "الدر المنثور" (٧/ ٧٢٢). وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٩٧) عن الحسن بلفظ: الدرانيك، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٤٤٣) عنه أنها الطنافس المخملية، والسمعاني في "تفسيره" (٥/ ٣٣٩) أنها الوسائد.
(٥) في (أ) و (ر): "حيرة".