(٧ - ٩) - {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}.
قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً}: أي: أصنافًا ثلاثة.
{فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}: أحدُ الأصنافِ الثَّلاثة هؤلاء {مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}؛ أي: أيُّ شيءٍ أصحابُ الميمنةِ، ويُذْكَرُ هذا للتَّعجيب مِن حالهم؛ أي: ما أعظمَ شأنِهم! وهو كقولك: زيد، وما زيدٌ!
{وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}: هم الصِّنفُ الثَّاني {مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}: تهويلٌ بحالِهم، وهؤلاء أهلُ النَّار، والأوَّلون أهلُ الجنَّة.
و {الْمَيْمَنَةِ}: مِن اليُمْنِ، و {الْمَشْأَمَةِ}: مِن الشُّؤمِ، أولئكَ في يُمْنِ الإيمانِ والطَّاعةِ، وهؤلاء في شُؤْمِ الكُفْرِ والمعصية.
وقيل: هو مِن اليمين التي هي اليد اليُمنى، و {الْمَشْأَمَةِ}: هي اليُسرى، واليَمنُ عن يمينِ القِبْلَةِ، والشَّأمُ عن يسارِها، فأولئك أصحابُ اليمين، وهؤلاء أصحابُ الشِّمال، ولذلك سُمُّوا في هذه السُّورة.
واختلف في معناه؛ قيل: كان أولئك عن يمين آدمَ في أخذِ الميثاقِ، وهم نورٌ، وهؤلاءِ عن شمالِه وهم ظُلْمَة.
وقيل: أولئك يُعْطَون كُتُبُهم (١) في القيامةِ بأيمانِهم، وهؤلاءِ عن شمائِلِهم.
وقيل: أولئك يُسَارُ بهم عن يمين الطَّريق إلى الجنَّة، وهؤلاء يُسَارُ بهم عن
(١) في (أ): "كتابهم".