وقال نفطويه: قال قومٌ: هم المُقَرَّطونَ مِنَ القِرْطِ (١).
وقيل: مُسوَّرون، مِن السِّوار.
وقيل: مُقلَّدون، مِن القِلادَة.
وقيل: مُحلَّون، مِن الحِلْية، وأنشدني مَن أثِقُ به:
ومخلَّداتٌ باللُّجَيْنِ كأنَّما... أعجازُهُنَّ أَقَاوِزُ الكُثْبانِ (٢)
قال: ويُقالُ للحِلْيةِ: الخَلَدَةُ.
وقيل: المُخلَّدُ: المُحلَّى باللُّؤلؤِ؛ لأنَّه يبقى على حسنِه أكثر ممَّا يبقى غيرُه.
* * *
(١٨) - {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}.
وقوله تعالى: {بِأَكْوَابٍ}: جمعُ كوبٍ، وهو الإبريقُ الواسعُ الرَّأس لا خُرطومَ له.
{وَأَبَارِيقَ}: والإبريقُ: هو الَّذي له عُروةٌ وخُرطوم. قاله قتادةُ ومقاتلٌ (٣)، وكذا قال أهل اللُّغة.
وقال في موضع آخر: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ}؛ أي: لها بياضُ الفضَّة وصفاءُ القوارير.
(١) ذكره الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢٩٥) دون نسبة، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢٠٤) عن سعيد بن جبير.
(٢) البيت لبعض شعراء بني حمير كما في "تفسير الطبري" (٢٣/ ٥٦٥) واستشهد به الطبري على أن معنى {مُخَلَّدُونَ}: مسورون بلغة حمير. وكذا ذكره شاهدًا على أن المعنى مسورون ابن الأنباري في "الزاهر" (٢/ ٨٣)، والماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ١٧١)، واستشهد به ابن قتيبة في "غريب القرآن" (ص: ٤٤٧)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢٠٤) على أن المعنى مقرطون.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢٩٦ - ٢٩٧) عن قتادة، وانظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٢١٧).