{وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}: جمع فِراشٍ؛ أي: بعضُها فوقَ بعضٍ، عاليةٍ طويلة، كما يُقال: هذا بناء مرفوع.
قال أبو أمامة الباهليُّ: لو طُرِحَ فراشٌ مِن أعلاها إلى أسفلِها لم يستقرَّ إلَّا بعدَ سبعين خريفًا (١).
وقيل: أرادَ بالفِراشِ: النِّساء، فإنَّ المرأةَ فِراشُ الرَّجلِ لأنَّه يستفرشُها.
وقيل: كلُّ واحدٍ مِن الزَّوجَيْنِ فراشٌ للآخرِ كما هو لباسٌ له؛ قال تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} البقرة: ١٨٧.
{مَرْفُوعَةٍ}؛ أي: مرتفِعاتِ الأقدار، ودليلُ أنَّ المرادَ ذلك أنَّه قال بعدَه: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً}.
وقيل: الفُرُشُ على ظاهرِها، {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ} يرجعُ إلى قوله: {وَحُورٌ عِينٌ}. قاله أبو عبيدة (٢).
وقيل: ذِكْرُ الفُرُشِ ذِكْرٌ لهنَّ؛ لأنَّهنَّ يتكِئْنَ مع الرَّجالِ عليها.
وقال الأخفشُ: أضمرَهُنَّ، ولم يذكرْهُنَّ قبلَ ذلِكَ (٣).
* * *
(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٠٨٢)، وهناد في "الزهد" (٧٩)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢٠٩).
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٧٩٤٧) من حديث أبي أمامة رضي اللَّه عنه مرفوعًا. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٢٠): رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير الحنفي وهو ضعيف.
(٢) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٥١).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٥٣٢).