ابن عامر لكن بنصب الفاء، وقرأ عاصم: {فَيُضَاعِفَهُ} بالألف ونصب الفاء، ومثله الباقون إلَّا أنَّهم رفعوا الفاء (١).
والمضاعفةُ والتَّضعيف واحدٌ، وهو الزِّيادة على الشَّيء مثلَه أو زيادة.
والنَّصب على أنَّه جوابُ الاستفهام بالفاء، والرَّفع على العطف على {يُقْرِضُ}.
والقرض الحسنُ يكون بمعانٍ: بالإخلاصِ، وبطيبِ النَّفسِ باختيارِ الأعزِّ الأنفَسِ مِن مالِه للإنفاقِ، وبالإخفاءِ، وبقَبول المنَّةِ مِن اللَّه تعالى بالأمر به، وبخوفِ الرَّدِّ، وبرجاءِ القَبول، وبترك الاعتماد عليه، وبترك ملاحظة العِوَضِ، وغير ذلك.
والأضعافُ الكثيرةُ ما ذُكِرَ في قولِه: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} البقرة: ٢٦١.
{وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}: أي: ثوابٌ خطير (٢).
قال ابنُ عبَّاس رضي اللَّه عنهما: نزلَتْ في أبي الدَّحداح (٣). وقد ذكرنا قصَّته في سورة البقرة.
* * *
(١٢) - {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٢٥)، و"التيسير" للداني (ص: ٨١).
(٢) في (ف): "عظيم".
(٣) انظر: "تنوير المقباس" للفيروزابادي (ص: ٤٥٧).
وقد رواه سعيد بن منصور في "سننه - التفسير" (٤١٧)، والبزار في "مسنده" (٢٠٣٣)، وأبو يعلى في "مسنده" (٤٩٨٦)، والطبري في "تفسيره" (٤/ ٤٣٠)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٣٣٨)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٣٠١)، كلهم عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه.