{وَنَسُوهُ}: أي: ونسُوا هم (١) ذلك لجحودهم بالبعث والحساب.
وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: أحصى اللَّهُ أعمالَهم الخبيثة، {وَنَسُوهُ}؛ أي: تركوه استخفافًا به لم يحافظوا إحصاء اللَّه وحفظه (٢).
{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}: لا يخفَى عليه شيءٌ، فهو شاهدٌ عليه ليجزيَهم بها، وهذا وعيد شديد.
* * *
(٧) - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}: يعني: ألم تعلم علمًا يقومُ مَقامَ العِيان، استفهامٌ بمعنى التَّقرير؛ أي: قد علمْتَ أنَّ اللَّهَ يعلمُ ما في السَّماوات وما في الأرض، لا يخفى عليه شيءٌ من ذلك.
{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}: أي: هو سامع نجواهم، ولا يغيب ذلك عنه.
{وَلَا خَمْسَةٍ}: أي: ولا نجو ى خمسة، وهو تناجيهم ومسارَّتُهم {إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} يستمعُ نجواهم.
{وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ}: أي: ولا أقلَّ من ذلك، وهو نجوى اثنين {وَلَا أَكْثَرَ} من خمسة.
(١) في النسخ: "ونسوهم"، والصواب المثبت.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" للفيروزابادي (ص: ٤٦١).