(١١) - {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ}.
{وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ}: أي: أحدٌ من زوجاتكم بالردَّة واللُّحوق بهم، وفي قراءة عبد اللَّه: (وإنْ فاتَكُم أحدٌ) (١)، وفي اللُّغة هو كذلك، قال الشَّاعر:
وأقسِمُ لو شيءٌ أتانا رسولُه... سواكَ ولكن لم نجدْ لك مدفعا (٢)
{فَعَاقَبْتُمْ}: قال الفرَّاء: أي: فأصبْتُم غنيمةً (٣).
وقال الأخفشُ: أصبْتُم عقبَى منهم (٤).
وقال الكسائيُّ: أي: فخَلَفْتُم مِن بعدِهم فغَنِمتُم؛ أي: صار إليكم مالهم، وهو من العَقِب (٥).
وقال قطرب: عاقب الرَّجل شيئًا؛ أي: أخذ (٦).
وقيل: أي: حاربْتُم الكفَّار معاقِبين لهم، وغنمتُم مضمَر.
وقال مجاهد: اقتصصْتُم (٧).
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ١٥١)، و"المحرر الوجيز" (٥/ ٢٩٨). وهي محمولة على التفسير لمخالفتها سواد المصحف الذي أجمعت عليه الأمة وفي مقدمتها ابن مسعود رضي اللَّه عنه.
(٢) البيت لامرئ القيس. انظر: "ديوانه" (ص: ١٢٦).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ١٥١).
(٤) ذكر مثله أبو عبيدة في "مجاز القرآن" (٢/ ٢٥٧)، وابن قتيبة في "غريب القرآن" (ص: ٤٦٢).
(٥) لعلها من قولهم: جاء فلان عَقِب فلان؛ أي: بعده، وفلان يسعى عقب آل فلان؛ أي: بعدهم. انظر: "مختار الصحاح" (مادة: عقب).
(٦) انظر: "المحتسب" لابن جني (٢/ ٣٢٠).
(٧) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٥٩١ - ٥٩٢) بلفظ: {فَعَاقَبْتُمْ}: أصبتم مغنمًا من قريش أو غيرهم =