وانتظامُ السُّورتين: أنَّ تلك في قطع موالاة أعداء اللَّه، وهذه في الجهاد الذي هو تحقيق معاداة أعداء اللَّه.
* * *
(١ - ٢) - {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}.
وقوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}: وهذا التَّسبيح شهادةٌ للَّه تعالى بالرُّبوبيَّة والوحدانيَّة والقدرة والملكة (١) والغنى عن معونة الخليقة؛ بما (٢) فيهم من دلائل الصَّنعة، وأعلام الذِّلة.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ}: الذي لا يمتنع عليه ما يريد.
{الْحَكِيمُ}: الذي لحكمته تعبَّد خلقَه بالجهاد في إقامة دينه؛ ليعوِّضهم بذلك النَّفعَ الذي لا يعدِلُه نفع، ويعطيَهم النَّعيم الذي لا يبلغُه نعيم، ولو شاء لهداهم أجمعين، ولو شاء لأهلكهم بما شاء من غير مُعين.
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}: روي أنهم تذاكروا أيُّ الأعمال أحبُّ إلى اللَّه تعالى، فأنزل اللَّه تعالى آيةَ الجهاد، فتباطأ بعضُهم، فنزلت الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} (٣).
* * *
(٣) - {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.
(١) في (ر) و (ف): "والمملكة".
(٢) في (ر) و (ف): "لما".
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٣١٥). وروى نحوه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٦٠٧) عن أبي صالح.