(٧ - ٨) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ}: أي: يُقال لهم ذلك يوم القيامة، وهو تنبيهٌ لهم اليوم ليتوبوا ويعتذروا، فهو اليومَ نافع (١).
{إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}: في الدُّنيا.
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ}: أي: من ذنوبكم.
{تَوْبَةً نَصُوحًا}؛ أي: خالصة، يُقال: نصح الشَّيءُ: إذا خَلَص، والنَّصيحةُ: إخلاص القول.
وقيل: هو توثيق العزم على ألَّا تعود لمثله، والنُّصحُ: الخياطة الوثيقة، والنَّاصحُ: الخيَّاط، والنِّصاحُ: الخيط.
وقيل: {نَصُوحًا}؛ أي: تنصحون فيها للَّه؛ أي: تصدِّقونه فيها، ولا تُدْهِنون.
وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: التَّوبة النَّصوح: النَّدم بالقلب، والاستغفار باللِّسان، والإقلاع باليد، والإضمار على ألَّا يعود (٢).
وعن عليٍّ رضي اللَّه عنه: أنَّه دخل المسجد، فسمع أعرابيًا يقول: اللَّهم إنِّي أستغفرك وأتوب إليك، فقال: يا هذا، إنَّ سرعة اللِّسان بالتَّوبة توبة الكذَّابين، فقال الأعرابيُّ: فما التَّوبة؟ قال: يجمعُها ستَّة أشياء، قال: وما هي؟ قال عليٌّ رضي اللَّه
(١) في (ف): "في الدنيا" بدل من "ويعتذروا فهو اليوم نافع".
(٢) ذكره السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٤٤٨).