{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ}: روي عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه: أنَّه أذابَ نفاية الدَّراهم، وقال: من سرَّه أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذا (١).
وقال الحسن رحمه اللَّه: مثل الفضَّة إذا أذيبَتْ (٢).
وقالوا: هذا يدلُّ على صحَّة ما يُروى أنَّ السَّماء الدُّنيا من حديد.
وقال ابن عبَّاس وعكرمة وسعيد بن جبير والأعمش والسُّدِّيُّ ومجاهد والثَّوريُّ: هو دُرْديُّ الزَّيت (٣).
وقال الضَّحَّاك: المهل: الشَّيء الأسود (٤).
وقال سعيد: هو أشدُّ ما يكون حرًّا (٥).
وقيل: هو الصَّديد والقيح.
{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ}: أي: الصُّوفِ الملوَّن؛ أي: يلين من صلابتها ويصير كذلك.
{وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا}: قال الفرَّاءُ: أي: لا يسأل ذو قرابة عن قرابته: ما حاله؟
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٥٦) في قوله: {كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} الكهف: ٢٩ قال: دخل عبد اللَّه بيت المال، فأخرج بقايا كانت فيه، فأوقد عليها النار حتى تلألأت قال: "أين السائل عن المهل؟ هذا المهل".
(٢) ذكره الواحدي في "البسيط" (٢٢/ ٢١٣).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢٤٩) عن مجاهد وابن عباس رضي اللَّه عنهما، و (٢١/ ٥٧) عن سعيد.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢٤٩)، ولفظه: {بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} ماء جهنم أسود، وهي سوداء، وشجرها أسود، وأهلها سود.
(٥) رواه عبد بن حميد، كما في "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٣٨٦).