وقال الكلبيُّ: أي: أمَّة محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).
ونظيره قول إبراهيم عليه السَّلام: {وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} إبراهيم: ٤١.
{وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا}؛ أي: مسجدي. قاله الضَّحَّاك (٢).
قالوا: وكانت بيوت الأنبياء مساجدَهم؛ أي: لأصحابي الذين أجابوني وصلَّوا معي.
وقال قتادة: {بَيْتِيَ}؛ أي: سفينتي (٣).
وقال مقاتل بن حيَّان: وحمل نوح في السَّفينة معه ثمانين نفسًا؛ أربعين رجلًا، وأربعين امرأة، وفيهم أولاده الثَّلاثة (٤).
قوله تعالى: {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ}: أي: المشركين {إِلَّا تَبَارًا}؛ أي: هلاكًا.
وقيل: أراد به قومَه.
وقيل: أراد به كلَّ المشركين إلى قيام السَّاعة.
روى أنسٌ عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "إنَّ الدَّاعي للمؤمنين والمؤمنات يُغفَرُ له بعددِ كلِّ مؤمنٍ في الأرض حيٍّ أو ميِّت، ويَرُدُّ عليه مثلَ الذي دعا لهم كلُّ المؤمنين في الأرض" (٥).
= الماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ١٠٦) عن الضحاك.
(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٤٨).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٣٠٨).
(٣) ذكره بلا نسبة: الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (١٠/ ٢٣٦)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٤٨).
(٤) انظر: "تفسير مقاتل بن سليمان" (٤/ ٤٥٢)، وروى الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٤١٢) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما بلفظ: "حمل نوح معه في السفينة ثمانين إنسانًا".
(٥) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (٣١٢٣)، بلفظ: "ما من عبد يدعو للمؤمنين والمؤمنات إلا رد اللَّه =