هدًى؛ أي: لا أملك إدخالَكم في الكفر أو الإيمان، إنَّما ذلك إلى اللَّه تعالى.
وقيل: الضُّرُّ هو عقوبتهم على الكفر في الدُّنيا والآخرة، والرُّشد: ما يزيلُه عنهم من ذلك بإيمانهم.
{قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ}: أي: لن يدفع عنِّي عذابَه أحدٌ {وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}؛ أي: ملجأً.
وقيل: {مُلْتَحَدًا}؛ أي: مَعْدِلًا أعدِلُ عن اللَّه تعالى إليه.
* * *
(٢٣ - ٢٤) - {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٢٣) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا}.
{إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ}: أي: لا أجد شيئًا ينجيني منه إلَّا أن أبلِّغ ما يأتيني من اللَّه ومن رسالاته التي أمرني بأدائها.
وقيل: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ}؛ أي: إلا أن أبلِّغ عن اللَّه وأعملَ برسالاته.
وقيل: أي: لا أملك لكم إلا أن أبلِّغَكم ما يأتيني من اللَّه ومن رسالاته.
وقال الفرَّاء رحمه اللَّه: أي: لا أملك لكم إلَّا هذه الرِّسالات التي أرسلني اللَّه تعالى بها إليكم، وإلا أن أبلِّغكم إيَّاها بعد إرسال اللَّه تعالى إيَّاها إليَّ (١).
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: أي: ردَّ أمر اللَّه ورسوله {فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} وهذا واحدٌ، للفظةِ (مَن) {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}: وهذا جمع، لمعنى (مَن) لأنَّه جنس.
{حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ}: أي: هذه النَّارَ يوم القيامة {فَسَيَعْلَمُونَ} حينئذ {مَنْ
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ١٩٥)، ولفظه: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ} يكون استثناء من قوله: {ي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} إلا أن أبلِّغكم ما أُرسِلْتُ به. ثم ذكر وجهًا آخر ينظر ثمة.