(٧) - {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.
{وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}: أي: على ما فُرِضَ عليك، وعلى ما يقول المشركون.
وقيل: لا تمنُنْ على النَّاس مستكثرًا لِمَا تعلِّمهم من أمر الدِّين، {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}؛ أي: واجعل صبرك على التَّبليغ والتَّعليم واحتمالِ الأذى منهم احتسابًا لك عند اللَّه وطلبًا لمرضاته.
وقيل: أي: لا تضعُفْ عن الخير أنْ تستكثرَ منه، بل استكثِرْ (١) ما أمكنَك، واصبر على ذلك متقرِّبًا إلى اللَّه تعالى، مبتغيًا به رضاه.
وهو من قولهم: حبلٌ مَنِينٌ؛ أي: ضعيف.
وهذا قول مجاهد، ولفظه: لا تضعُفْ أن تستكثرَ من الخير (٢).
وحذفُ (أنْ) هاهنا كالحذف في قوله: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} الزمر: ٦٤.
وفي مصحف عبد اللَّه: (ولا تمنُنْ أنْ تستكثرَ) (٣).
وقال كثير من المفسرين: {وَلَا تَمْنُنْ}؛ أي: لا تعطِ (٤) لتأخذَ أكثر مما أعطيْتَ؛ قال تعالى: {فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ص: ٣٩؛ أي: أعطِ، و {تَسْتَكْثِرُ}؛ أي: تطلب كثرة المال بذلك.
(١) "بل استكثر" من (أ).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٤١٦).
(٣) ذكرها الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٤١٦)، وابن خالويه في "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٦٤)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٧٠)، وهذا محمول على التفسير لمخالفته سواد المصحف الذي أجمعت عليه الأمة وعلى رأسها ابن مسعود وقراء الصحابة.
(٤) في (ف): "ولا تمنن لتعط" بدل من "أي لا تعطه".