وقوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} أقسم اللَّه تعالى بالتين والزيتون.
قال ابن عباس: هو تينُكم هذا وزيتونُكم هذا (١). يعني: الفاكهتين المأكولتين، وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير والشعبي رحمهم اللَّه: هو التين الذي يؤكل والزيتون الذي منه الزيت (٢).
وقال الحسن والضحاك: هما جبلان بالشام يَنبُت بأحدهما التينُ والآخرِ الزيتون (٣).
وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في روايةٍ: التين: مسجد نوحِ عليه السلام على الجوديِّ، وفيه شجرُ التين، والزيتون: مسجد بيت المقدس وفيه شجرُ الزيتون (٤).
وقال كعبُ الأحبارِ: التين مسجدُ أصحاب الكهف، والزيتون مسجدً إيلياءَ (٥).
قوله تعالى: {وَطُورِ سِينِينَ}: قال عطاء بن أبي رباح: جبل ذو أشجار (٦).
وقال مقاتل: جبل فيه شجر مثمرٌ، وهو بالنَّبَطية (٧).
وقيل: هو جبلُ دمشق.
وقيل: هو الجبل الذي كلَّم اللَّه عليه موسى عليه السلام.
(١) رواه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (٨/ ٥٥٥)، والحاكم في "المستدرك" (٣٩٥١) وصححه.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٥٠١ - ٥٠٣) عن مجاهد والحسن وعكرمة وإبراهيم والكلبي.
(٣) ذكره الواحدي في "الوسيط" (٤/ ٥٢٣) عن عكرمة، وهو قول ابن قتيبة في "غريب القرآن" (ص: ٥٣٢) قال: جبلان بالشام؛ يقال لهما: طُورُ تِيْنَا وطُورُ زَيْتَا بالسُّرْيانيَّة. سمِّيا بالتين والزيتون لأنهما يُنبتانهما.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٥٠٤).
(٥) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ٣٠١).
(٦) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٥٠٧) عن الكلبي.
(٧) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٧٥١)، و"البسيط" (٢٤/ ١٤٩).