الوَضاءة، وجَهرتُ الرَّجُلَ واجتهرته (١)، إذا نظرتَ إليه من غير حجابٍ، قال الأخطل:
يومًا بأجْوَدَ منهُ حينَ تَسْألهُ (٢) ... ولا بأجْهَرَ مِنهُ حينَ يَجْتَهِرُ (٣)
وقوله تعالى: {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ}: وهي كلُّ أمرٍ هائلٍ (٤) مميتٍ، أو مزيلٍ للعقل والفهم، ويكون صوتًا، ويكون نارًا، ويكونُ غيرَ ذلك، واختُلِفَ فيها هاهنا:
قال (٥) السُّدِّيُّ: كانت نارًا، نزلَتْ مِن السَّماء فأحرقتهُم.
وقال قتادةُ والرَّبيع: هي الموت (٦).
وقيل: الصوت، وماتوا به، وهي الرجفة التي ذُكِرت في سورة الأعراف: {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} الأعراف: ١٥٥، وأصلُها الاضطراب.
وقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}: أي: إلى الصَّاعقة، فإنْ كانت نارًا، فقد عاينوها، وإن كان صوتًا هائلًا، فقد ماتَ به بعضُهم أوَّلًا، ورأى الباقون أنَّهم ماتوا، ويُسمَّى هذا رؤيةَ الموت مجازًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} آل عمران: ١٤٣.
وقيل: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} خطابٌ لأهل عصرِ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ أي: يُخبِرُكم رسولُ اللَّه
(١) في (ر) و (ف): "وأجهرته".
(٢) في (ر) و (ف): "نسأله".
(٣) "ديوان الأخطل" (صنعة السكري) (ص: ١٤٨).
(٤) في (ف): "مهول".
(٥) في (ف): "فقال".
(٦) أخرج أقوالهم الطبري في "تفسيره" (١/ ٦٩٠).