وقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}: قال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: هو ما يَسقطُ على الشَّجر فيأكلُهُ النَّاس (١).
وقال الرَّبيعُ بنُ أنس: هو شرابٌ كان ينزلُ عليهم، فكانوا يَمزجونه بالماء فيشربونَهُ.
وقال وهبٌ: هو خبزُ (٢) الرُّقاق.
وقال السُّدِّيُّ: هو الزَّنجبيل (٣).
وقال قتادة: هو التَّرنجبين (٤).
وكان ينزلُ كهيئة الثَّلج، مِن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وهو الأشهرُ الأظهر.
ويقال: هو ما منَّ اللَّهُ تعالى به على عباده من غير تعبٍ ولا زرع (٥)، ومنه قول النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الكمأةُ مِن المنِّ، وماؤها شفاءٌ للعين" (٦)؛ أي: هو ما منَّ اللَّه تعالى به على خلقه من غير حرثٍ ولا سقيٍ.
وقال عكرمة: كان كالرُّبِّ الغليظ (٧).
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١/ ٧٠٢).
(٢) في (أ): "الخبز".
(٣) أقوال الربيع ووهب والسدي رواها الطبري (١/ ٧٠٠ - ٧٠٢).
(٤) هذا المعنى أورده الطبري (١/ ٧٠٣)، ولم ينسبه. ونسبه الثعلبي في "تفسيره" (١/ ٢٠٠) للضحاك.
(٥) في (ر) و (ف): "روع".
(٦) رواه البخاري (٤٤٧٨)، ومسلم (٢٠٤٩) من حديث سعيد بن زيد رضي اللَّه عنه.
(٧) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ١١٤) (٥٥٤). والرُّب: دبس الرطب إذا طبخ. "المصباح المنير": (ربب).