فقال: "الصلاةُ أمامَك" (١)؛ أي: نفعلها بعد هذا الوقت، فعلى هذا يكونُ قوله: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا}؛ أي: لما يأتي بعدَها.
وقوله تعالى (٢): {وَمَا خَلْفَهَا} أي: لمَنْ تقدَّمها، تقول (٣): هذا الشيءُ صار خلفَنا؛ أي: خلَّفناهُ، وتَجاوزناهُ، فكأنَّه قال: نكالًا للآتينَ والماضين.
وقوله تعالى: {وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} أي: وعظًا (٤) لجميع المؤمنين، أي (٥): الذين يتَّقون عقابَ اللَّه.
وقيل: أي: يعظُ المتَّقون بعضُهم بعضًا.
وقيل: هذا وعظٌ يَنتفعُ به المتَّقون، وإنْ وُعِظَ به النَّاسُ أجمعون، كما قلنا في قوله: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة: ٢ (٦).
وقيل: المتَّقون في هذه الآيةِ اسمٌ لهذه الأمة؛ أي: موعظةٌ لأمَّة محمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، سمَّاهم: متَّقين؛ لاتِّقائِهم الشِّركَ، ولأنَّ اللَّهَ تعالى يقيهم النار.
* * *
(٦٧) - {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.
(١) رواه البخاري (١٣٩)، ومسلم (١٢٨٠).
(٢) "وقوله تعالى" من (ف).
(٣) في (ف): "يقال".
(٤) في (ر) و (ف): "قال عطاء" بدل: "أي وعظًا".
(٥) لفظ: "أي" من (ف).
(٦) من قوله: "وإن وعظ به الناس" إلى هنا ليس في (أ).